المزيد من الحرية للنساء: تساعد لبنى النساء على القيادة في الطريق

لبنى من سورية وهي تسكن منذ 2014 في هولندا. ولم تكن تملك رخصة قيادة. وهي تقول مبتسمة "لم أجرؤ أبدا على الحلم بأني سأقود إلى جانب الشاحنات". "كنت كراكبة أجد القيادة إلى جانب هذه الأشياء الكبيرة أمرا مخيفا."

لكنها تغلبت على خوفها من القيادة في هولندا وحصلت على رخصة القيادة الخاصة بها. وقد غير ذلك حياتها. "استطعت توصيل أطفالي إلى المدرسة أو دروس الرياضة بسيارة والدي. حتى أن الأمور البسيطة مثل شراء الأغراض أصيحت أسهل." كما أن لدى لبنى الآن شركة خاصة بها تساعد من خلالها النساء الأخريات في الحصول على رخصة قيادة خاصة بهن.

تقول لبنى "عندما تعلمت الدروس النظريةـ كانت هناك مدارس أو قنوات إعلام قليلة يمكنها المساعدة في الحصول على رخصة قيادة بلغة أخرى". "رأيت أنني استطيع مساعدة الآخرين في ذلك."

وبدأت لذلك في 2021 في مدرسة دروس نظرية اسمها "Veilig Onderweg". وهي تمنح دروسا نظرية عبر الإنترنيت حول قواعد المرور باللغة العربية. كانت الدروس في البداية للرجال والنساء. "لكني لاحظت أن النساء ترتحن في مجاميع مع نساء أخريات."

كانت النساء بحسب قول لبنى خائفات أحيانا من طرح أسئلة غبية. "أحرص على وجود محيط آمن وداعم حيث يمكن للنساء الشعور بالارتياح للتعلم والنمو." كما أنها تشارك تجربتها مع مدارس تعليم قيادة ومؤسسات أخرى لمساعدة نساء أكثر على القيادة في الطريق.

الدروس مخصصة للنساء الجديدات في هولندا بجميع الأعمار: "أغلب الطالبات صغار السن. وهن يذهبن إلى المدرسة ولديهن عمل وهن مشغولات جدا. أمنح لذلك دروسي دائما في المساء." لكن تسجل النساء بسن ما بين 45 و50 سنة أنفسهن أيضا. "وهن تخفن غالبا من أن يكون وقت التعلم قد فات. أشجعهن وأمنحهن الأمل."

تستخدم لبنى طرقا مفيدة لتعلم الدروس النظرية." حيث أحمل دائما ورقة نقدية من فئة 100 يورو معي. أري الطلاب الورقة الخضراء ويحفظون بذلك أن الخط الأخضر على الطريق يعني أنه يسمح لك بالقيادة بسرعة 100.

على الرغم من أنها تمنح الدروس باللغة العربية، تنصح لبنى طلابها بأداء الامتحان باللغة الهولندية. "أذكر المفاهيم دائما باللغة الهولندية كذلك". وتتابع: "يمكنك أداء الامتحان النظري باللغة العربية، لكن تكاليف المترجم تبلغ 6 أضعاف الامتحان باللغة الهولندية. يعني ذلك أنك يمكن أن تؤدي الامتحان باللغة الهولندية 6 مرات بسعر مرة واحد بلغة أخرى."

أصبحت "Veilig Onderweg" بحسب قول لبنى مجتمعا حيث تلهم النساء بعضها وتساعد بعضها. "تكون الدروس ممتعة فوق ذلك. يدور الأمر حول أكثر من دروس سيارة نظرية. أساعد النساء كذلك في زيادة ثقتهن بالنفس."

تأمل لبنى في المستقبل أن تشارك معرفتها وتجربتها باللغة الهولندية أيضا. "يمكنني عندئذ مساعدة جميع النساء في هولندا."